الجزيرة

2008/08/19

متي يفرح المصريون


عقد المصريون آمالاً عريضة على الفرق المشاركة في أولمبياد بكين وعلى أبطال مصر الأولمبيين لإحراز ميداليات ذهبية أو فضية أو حتى برونزية
تُعيد لهم البسمة والفرحة، بعد سلسلة النكبات والأحزان وحالة الضيق والهمّ التي يعيشها الشعب المصري منذ عدة عقود،
والتي حوَّلت المصري "ابن النكتة" إلى رجل كئيب حزين؛ لا تغادر "التكشيرة" وجهه،
وأصبح يتسم بالغلظة والحدَّة والهم والقلق والضيق، حتى إن رأيته يبتسم في وجهك فهي ابتسامة خفية من ورائها هموم كبيرة ومصائب عديدة،
إلا أن ما حدث في بكين وضع همًّا جديدًا على كاهل المصريين بعد هذا الإخفاق المروع لكل لاعبينا باستثناء ميدالية برونزية في الجودو।
وهو ما جعلنا نتساءل:
متى يفرح المصريون؛ خاصة وأن الضيق والهمّ الذي انتاب الشعب المصري لم يَأْتِ من فراغ، بل كان نتيجةً لعديد من المصائب التي حطَّت على رأسه।

وعلى مدار السنوات الأخيرة تزايدت معدلات البطالة بشكل مرعب،
وانخفضت قيمة الجنيه المصري أمام العملات الأخرى،
وزادت نسبة الفقر، وظهرت طبقات جديدة من المعدَمين،
وارتفعت الأسعار بشكل جنوني مقابل زيادات تكاد تكون غير ملموسة في الأجور؛
مما أدى إلى تزايد طبقات المحرومين والبائسين، وارتفاع معدلات الضرائب بشكل لم يحدث من قبل،
وانهيار البنيات التحتية في كثيرٍ من المدن والمراكز والقرى، وتزايد نسب الجرائم الاجتماعية والأخلاقية،
وهرب الشباب من مصر سعيًا وراء لقمة العيش، فضلاً عن القمع والتعذيب ،،
وزيادة معدلات التلوث البيئي بشتى أنواعه وزيادة الإصابات بالأمراض والأوبئة।
وزاد من تفاقم هذه المشكلات غياب الهيئات الرقابية، واختفاء المشاركة السياسية للشعب المصري،
وغياب الحكم بالشريعة الإسلامية، والتوجه العلماني الشديد في السياسة، وغياب الوطنية في قلوب المصريين،
بالإضافة إلى بروز اليأس الشديد في عناصر الجيش والازدحام الشديد في جميع مظاهر الحياة
وانهيار الوعي الاجتماعي وتفشي السلبية واللا مبالاة والرشوة।