الجزيرة

2008/08/20

مصر تحترق




لم يكن احد يتصور أن هذا القصر الأثري العريق ـ الساكن دائما ـ سيأتي عليه اليوم ويكون محط أنظار العالم أجمع، ليس إعجابا بروعة


مبانيه ولا انبهارا بدوره الريادي وإنما حسرة على ما ألم به من نكبة، ففي تمام الساعة الخامسة والنصف بتوقيت القاهرة كان سكان شارع


القصر العيني العائدون من عملهم والمقيمون هناك كانو يشاهدون حريقا شبهه البعض بحريق مبني التجارة العالمي بامريكا ولوكان بن لادن


موجودا علي الساحة لكانت الحكومة المصرية قالت في أول تصريح لها ((بن لادن وصل للمجلس)) ولكن الحمد لله بن لادن ليس متواجدا


علي الساحة الان


هذا الحريق الهائل يدمر مجلسي الشعب والشورى وغموض في الأسباب رجحت التقارير الأولية اندلاعه نتيجة ماس كهربائي داخل مبنيي


مجلسي الشعب والشورى،كاللعاده في أي حادث تصرح الحكومة بهذا مباشرة وكأنهم متعاقدين مع الماس الكهربي ويبدو وكان الشعب انتخب


الماس الكهربي وأعطاه الحق في المكوث طويلا في حالات الحرائق والحوادث التي تحدث في مصر مثل انتخاب الرئيس أطال الله عمره والله


أعلم ربما تقول الحكومة المصرية بعد ذلك أن السبب في هذا الاحريق المروع هو شخص مختل عقليا وما ذلك علي حكومتنا الفاضلة ببعيد


ولاننسي أحداث السفاح التي انتشرت في مصر وأثارت الرعب وسط فتياتنا وكان الرد الساذج من قبل الحكومة العظيمة ((مختل عقليا ))


اللذين يقعان بشارع القصر العيني بالقرب من ميدان التحرير، وقد أتت النيران على المبنيين العتيقين، ونجم عنها حدوث انهيارات في الجدران


وأجزاء كبيرة من غرفتي البرلمان، وإصابة 13 شخص


والجدير بالذكر فى تطور جديد وسريع لأحداث الحريق الهائل بمبنى مجلس الشورى، انتقلت النيران اليوم الاربعاء إلى مبنى الضرائب


العامة، حيث تطايرت الوثائق الموجودة بالمبنى المحترق من مجلس الشورى، ونقلتها الرياح على شكل كرات ملتهبة لمبنى الضرائب الكائن


فى شارع حسين حجازى الملاصق لوزارة الصحة، وتحولت الشوارع الي ماشابه الآفلام الآجنبية


كل ذلك والرئيس مبارك يتابع الحادث لحظة بلحظة ويجري إتصالات هاتفية مع صفوت الشريف وأحمد نظيف وغيرهم من الوزراء يبدو


وكأن الرئيس كان علي علم بما سيحدث فهو يتابع ويشاهد ولكنه يرفع شعار لا للنزول في مكان الحريق الذي ألتهم اهم شئ في الوزارة وهي


مجلسي الشعب والشوري أنا أقول للرئيس وفر مجهوداتك ورصيد الهاتف الخاص بك فكل شئ أصبح رمادا وأقول لك وأكررها حرام


عليك متي يفرح الشعب المصري

ليست هناك تعليقات: